بسم الله  والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد،
 
لا شك أن مرتبة مهدي آخر الزمان من المراتب التي يرجوها ويتمناها كل مسلم عاقل عالي الهمة يرجو رضا الله عز وجل. وهذا الحد مما تطمح إليه النفوس السوية في الجملة، كيف لا وهي مرتبة عظيمة جدًا أثنى رسول الله صلى عليه وسلم على صاحبها. ألم تشرئب أعناق الصحابة عندما قال الصادق المصدوق: لأعطين الراية غدا رجُلا يحبّ الله ورسوله ويُحبّه الله ورسوله كرَّار غير فرَّار يفتح الله عليه، فبات المسلمون كلٌ يستشرفها.
 
ولكن…
ولكنّ رسول الله صلى الله عليه حد لها حدودًا وأوصافًا تضيق الدائرة بعض الشيء، فلا يسع كل المسلمين تمنيها لأنفسهم.
 
1-     أولًا دعك من  الرؤى والأحلام، لا تكن هي دليلك الأول والأوحد، ولا تضعها في المرتبة الأولى فتهلك وتُهلك معك أقوامًا، ولك يا أخيّ في محمد بن عبد الله القحطاني ورفاقه درس وعبرة.
2-     السؤال الأول: هل أنت من آل البيت النبوي تنتسب إليه بنسب صحيح صريح، وتحديدًا إلى إحدى ولديّ فاطمة الحسن أو الحسين؟
3-     إذا كانت الإجابة لا، فأرح نفسك، ولا تقل لعلي أكون من آل البيت ولا أعرف؛ فقد كان هناك من آل البيت من يخفي نسبه، وهناك من ضاعت أنسابهم، ربما أكون من آل البيت، أو ربما رأيتَ رؤيا وأولت لك أنك من آل البيت؟ لا، الرؤى يستأنس بها لكن الأنساب تثبت بالاستفاضة والاشتهار وبالأوراق والمستندات الصحيحة.
وهذا وإن كان صحيحًا – أعنى من ضاعت أنسابهم من آل البيت - إلا إنه سبيل هلكة، ويفتح الباب للتوهم.
فهب أن الله حفظك بإخفاء نسبك عنك، فعندما تظهر وتثبت لك المهدية فقد ثبتت لك النسبة إلى آل البيت فهنيئًا لك.
4-     إذا كانت الإجابة نعم، فهل اسمك محمد واسم أبيك عبد الله، أو على الأقل اسمك محمد؟
5-     إذا كانت الإجابة لا، فقد كفاك الله الأمر، فلا تتمن ما فضل الله به سواك عليك.
6-     إذا كانت الإجابة نعم، فتوجه أنت محمد بن عبدالله، أو حتى محمد بن فلان آخر الحسني أو الحسيني، توجه بسرعة إلى المرآة.
7-     هل شعرك منحسر عن مقدمة الرأس (الجبهة/ الثلث الأوسط) إلى ما دون منتصف الرأس وجبهتك عريضة؟ إذا أنت أجلى.
8-     انظر إلى أنفك؟ هل هو طويل فيه استقامة مع ارتفاع في عظمة الأنف في وسطها وأرنبة أنفك (دقيقة) يعني طرف الأنف الذي بين المنخرين دقيق رفيع وليس غليظا مفلطحا؟ إذًا أنت أقنى.
9-     هكذا، أنت محمد بن عبد الله الحسني أو الحسيني الأجلى الأقنى، هنيئًا لك، يحق لك تمنيها وطلبها من الله عز وجل.
10- هنيئًا لك فقد انضممت إلى آلاف غيرك موجودين الآن في شتى بقاع الأرض.
11- الآن، استرح، عد إلى ما كنت فيه من عمل، واستعن بالله ولا تعجز وتقرب إليه بشتى الطرق والوسائل عساه أن يرضى عنك، فإذا رضي عنك، فلا يضرك بعد ذلك أتتك المهدية أو فاتتك.
12- وأخيرًا الرؤى… إذا أتتك الرؤى بعد ذلك، فاستبشر، ولا تغتر، ولا تنشغل كثيرًا بها، فتأويلها وقوعها، فانتظر ما كتبه الله لك.